الأربعاء، 3 أغسطس 2011

ليبية الهوى


اغَنْيَّتِي لِيْبِيَّة الْهَوَى

صَفِّقُوا لاغَنْيَّتِي


عَالِيا


لَن تَبْكِي طَرَابُلُس مَوْتَاهَا


لَن تَخَاف


لَن تَتَرَمَّل


وَلَن تَكُوْن مَغْلُوْبَة عَلَى امْرِهَا


لَن تَحْزَن


فَالمَوْت لَم يَعُد


قَتْلَا بِالْرَّصَاص


او شَنْقَا


او طَعْنَا بِاي لَوْن


لِلْمَوْت وُجُوْه


كَحَفْل الْزِّفَاف


وَهَذِه الْبِلاد الَّتِي تُشْبِه الْشِّتَاء


حَافِيَا


بِلَا مَطَر


وَلَا ثَوْب


وَلَا قَلْب يَعَضُّه الْحُزْن


وَلاوشْما يُمَيِّزُهَا عَن الْغَرِيْبَات


هَذِي الْبِلَاد


لَفَت الاسْوَار حَوْل خِصْرِهَا


وَرَشَقْت فِي شَعْرِهَا


زِيْنَة مُقَلَّدَة


واقَفَلت قَبْل


ان تَذْهَب لِلْرَّقْص


قُبَّة الْسَّمَاء


كُل الْنَّوَافِذ


الْمُطِلَّة عَلَى الْبَحْر


وَالْبِر


وَرَصَّعَت ابْوَابَهَا حُرَّاسَا


تَرَكْت لَنَا


اقْبِيَّة مُعْتِمَة


وَدَهَالِيْز


نَتَلَمَّس


دُرُوْب الْشَّوْق فِيْهَا


حَالِمِيْن ان نَلْتَقِي


قَبَسَا مِن الْضَّوْء


رُبَّمَا


نَجْمَا


الِبُوعَزيزِي


سَهْوَا سَقَط مِن طَاقَة الْحُلُم


وَمَن اشْوَاقِنا لِتِلْك الْبِلَاد


الَّتِي هَاجَرْت


تَارِكَة الاغَنِّيَات وَالانَاشِيد


وَصَلَاة المُنطفِئِين


عَلَى رَصِيْف الْمَوْت


بَّنْغَازِي


تُنْكَش شَعْرَهَا


تُشَرِّع نَوَافِذَهَا وَابْوَابِهَا


عَلَى مَيْدَان الْرَّفْض


صَفِّقُوا


للاغَنِّيَات


الْعَارِيَّة


الْهَارِبَة فِي حَنْجَرَة الرِّيَح


وَالْمُدَاخِل السِّرِّيَّة


وَدَوَالِي الْخَوْف


وَالْمَسَاجِد


واثَوَاب الْنِّسَاء


وَسَتَائِر الْحَمَام


الْمُسْدَلَة عَلَى جُثَث


الْلَّيْل فِي احْوَاض الْنَّهَار


الاغَنِّيَات


الْرَّاحِلَة فِي سَحَابَات مُعْتِمَة


تَسْتَعِيْر حُنْجُرَة الْعَاصِفَة


وَتَصْدَح مِن جَدِيْد


وَتَكْنُس صَوْت الْنَّهَار مِن


مِن صَمْتِه الْطَّوِيْل


وَيُشْرِق الْشَّدْو فِي غِنَاء الْعَصَافِيْر


صَفِّقُوا عَالِيا


لِلْرِّيح البَنْغَازِيّة الْهَوَى


وَهِي تَرْقُص لَصَوْت اغَنْيَّتِي


وَتُعَبِّر نَحْو الْنَّهَار


شِتَاء 2011
طرابلس