الثلاثاء، 30 مارس 2010

انتظر الكلام

انتظر الكلام
في بهاء الصمت
انثر قلبي
بنفسجا في حدائق اللغة
وهي تتمنع
امد
موائد االسطور
واعزف على اوتار ايامي
بوحك العصي
مجيئك
على مشارف الدهشة
انا ازدان بلغة
غير منقوطة
وفواصل لجمل عارية
ايها الشعر
على ضفة الالفة
تتكئ الاسئلة المغلقة
والاحاسيس
وطوابير الخيبات
خيول لجامها الوقت
تجر العربات
نحو تخوم الاحلام
ايها الشعر
وانت لاتجئ
طرابلس صيف /2009

ليلة البارحة

البارحة
مر الحزن ببابي
غمز ضحكا
غرز إبهامه في نافذة القلب
سأقيم هنا
البارحة
أضاءت عناقيد العتمة
طريقي
تعثرت بها
اعتصرتها
وارتويت
البارحة
عبر الأصدقاء
ولم يلقوا التحية
مر النهر دون ان يفيض
وتهادت الغيمات السمينة
دون ان تمطر
تسلقت النميمة
كالبلاب
شرفتي
البارحة
بهتت المدينة
رغم زينة العيد
ضاق الأفق
نامت النجوم
وهرب القمر
تاركين السموات
تستغيث
البارحة
عبر الفرح بضجيجه
ولم يستيقظ البنفسج
ونام الليل طويلا
تاركا الاحلام
في القبو
البارحة
تسولت احلامي
بابا ليطرقه النهار
البارحة
عبروا كلهم
لضفة الالفة
امتطوا نشوة الانطلاق
بعتهم تذاكر الصعود
ولم يبق لي مكان
البارحة
كان المطر ضيفا
على جارتي
غنيت له
على الدرب القريب
رقصت سنابل حقلي
لكنه اعتذر عن المجئ
كان متعبا من الهطول
حمل غيومه على ظهره
ولوح مودعا
البارحة
مر الشتاء
ثقيلا وباردا
رغم اشتعال المواقد
مر الحزن بسقيفتي
حاملا حقائبه الثقيلة
اشار هازئا
ساقيم هنا
البارحة وما ادراك ما البارحة
طرابلس خريف /2007

الثلاثاء، 23 مارس 2010

أجيال


كنا ثلاثة في ذات الغرفة أمي بصوتها المجروح بالنحيب ، ابنتي ببطنها المنتفخ كالبالون، أنا بقلقي المتفجر ،كان صوتها ينساب برعب في صمت الحجرة، وشكواها المتكررة تعيدها الجدران بملل ورتابة،ابنتي تتابعها بقلق وعدم تركيز حيث تضع يدها على كورتها الملتصقة بها تحاورها في دهشة وتوقع ،أنا بينهما مثل سلك كهربائي غير جيد التوصيل يتذبذب ويرتعش خواء، تعبرني الجمل الباكية والملتهبة ويتبدد في بقايا الكلام ، جاء صوتها متعبا وحزيناوفارغا من اللهفة ،تعيد نفس الكلمات على نفسها ، تمضغها بتعب كأنها تجد صعوبة في بلعها.
ـ كيف له أن يتركني ينساني أنا أمه لطالما منحته حبي وزهوي وحياتي ..بالنسبة لي هو لم يكبر، لم يتغير، مازال ذاك الولد الصغير، الملئ بالفرح والبهجة ..أولادي يتخلون عني ، يسعون لحياة خاصة بهم ينسلخون يبتعدون أنا احتاجهم أريدهم قربي .
تذكرت أمي في شبابها ودلالها ، سلطتها المطلقة علي الأسرة والأقارب وعرس اللقاء في بيتها الواسع ، عطائها وحبها الكبير لنا ولإخوتي الذكور خاصة ، موائدها الشهية وكرمها الذي لا يضاهى ذوت ألان ، مثل شجرة عتيقة . سكتت زوايا بيتنا الواسع الجميل، صار خراب تهرب منه حتى الذكريات .
من الطرف الأخر كانت ابنتي تتململ بضجر وهي تتقلب من جانب إلي آخر علي طرف الكنبة ويديها لا تفارق بطنها المنتفخ أمامها كأنها تخشى أن تهرب منها.
كنت أحس أن هناك حوار صامت بينهما حين يعبرني أحسه يتعثر ويتبدد كأنما أمزقه ، لكنه يعود ويتواصل ، شعرت بقلق أمي يسكن ابنتي التي تنتظر صبيا، تعيش هواجس أمي وعذاب فقدانها،وأمي تسكن حلم ابنتي وتوقعاتها وتعيد فيها ذكرياتها التي انطفأت، و ترى فيها دون أن تدري نفسها،أنا الباهتة بينهما، أرى أيامي المقبلة قد تشبه ما تعيشه أمي وأحس في صورة ابنتي مسافة شاسعة من عمري الذي عبر مني في غفلة .
آمي تجلس بوهن على كرسي متحرك ابنتي تستلقي علي الكنبة أنا اجلس بينهما علي حافة الكرسي الملاصق للباب ، وبي رغبة في الفرار من خلاله .
أتابع بوجع صوت أمي المشروخ لا يتوقف عن النحيب،انتقل منها لتوجع ابنتي وتأففها انظر باتجاه أمي يديها تمسك بقوة بحافة الكرسي فتبدو التجاعيد في التمدد والجلد يبرز العروق النافرة في غضب ووقاحة .
أتحسس يدي وارتعش ، اشعر بتلك التجاعيد تلتصق بي وترسم كل جسدي ،التفت نحو ابنتي تمسد بطنها الذي يكاد أن يندلق على ارض الغرفة أمي في طرف الكون تعبر لنهايته ابنتي تتفتح في طرف الكون الآخر مقبلة عليه بنهم ودهشة أنا بينهما أتمزق بين طرفي الكون حالة تتلاشى ، لايمكن لي أن اعبر لحظتي. هرعت فجأة إلي المطبخ .أوقدت النار وشعرت في تأملي للهب بدفء يغمرني ، تنفست عبق الرائحة القوية المنبعثة من القهوة،استعدت قليلا من توازني وحين سكبت القهوة في الأقداح وحملتها إلي الغرفة صمت حوارهما وشعرت بخيوط الكلام التي كانت تعبرني تهمد في طرفي المكان ، كان غيابي العابر قد قطع حبل التواصل بين صوت الماضي وصوت المستقبل.
نعمت بالرشفة الأولى من فنجاني حين لذعت مرارة القهوة لساني وصعدت نشوتها إلي راسي وأسلمت عيناي إلي لذة النعاس،هربت للحظة من فجيعة المخاض وهسهسة الموت ، صراخ ابنتي المفاجئ سكب في روحي ثواني من الهلع لنكتشف أنها التقلصات المعتادة للشهر الأخير من الحمل.
عاد صوت الكلام يعبرني من جديد ويخربش بقلق في ضلوعي، عادت أمي تنوح وتعيد تراتيل الفقدان وغياب أخوتي ، وابنتي تتقلب علي الكنبة كقطعة لحم فوق النار،عاد الكلام يعبرني بقوة ويسكب مرارته في امتلأت روحي بالصقيع ، ووهج الفجيعة ،وأنا انسكب بينهما يجتاحني خوف أمي وقلق ابنتي ،لم اعد أحس ذاتي ، ذبت بينهما ، شعرت بخدر أطرافي وقد اشتعل سرد الكلام في ذات الغرفة حيث أمي وابنتي وبعض من أنا، لملمت هذا البعض السابح في فراغيهما ، هذا ألانا قفزت نحو حقيبتي إشارة مني للرحيل ،حشرت جسدي في المعطف ، التقطت مفتاح السيارة المعلق بجانب الباب .
أصدرت الكثير من الضجة تأكيدا لرحيلي تمتمت بكلمات بما تعني أنني سأخرج لكنها خرجت مجرد همهمات وأصوات مبهمة ، صفقت الباب خلفي قفزت بخوف إلي داخل السيارة لم اشعر أني نجوت إلا حين أقفلت علي باب السيارة، أدرت مفتاح السيارة ، لكن المحرك لم يدور.

طرابلس شتاء 2007

الأحد، 21 مارس 2010

صالح عبد الحي..ليه يابنفسج

أوهام الغبار

الانتظاروسط البؤس الذي يحيط به ،لا يملك لنظراتهم العالقة بخياله الذي يتهافت،سوي بعض وعوده التى تلتحف غبار الانتظار وتستوي تلك الآمال أمامهم في حكاياته عنه وعن مجيئه المرتقب.

كان يلوك أحلامه المتناثرة علي بساط الخيبات ،في حكايات عن وهمه بانتظار ذلك الصديق الذي وعده ذات مساء ساحر بأنه سيأتي لنجدته وسيحمل لتلك البقعة القاحلة كثيرا من الأحلام الناعمة والمطر.

الحكاية ين يمضي النهار بأوجاعه بعيدا ، وينسي الصغار في دوامة التعب الجوع والبرد و الانتظار ,ينعم عليهم الليل بالنعاس و تحملهم حكايات أبيهم إلي أوهام صارت هي كل أحلامهم :

مطر ناعم يغسل ما تبقي من بؤسهم

حليب دافئ في زمهرير الشتاء

وطن وأصدقاء

عسل الروح يذوب في الريق الذي اختنق بالعطش والجفاف

بعض الغبار الذي يلوح في الأفق

ينبئ عن قدوم الغائبين.

رجل الغبار المنتظر

زحف الغبار نحو أحلامهم المنتظرة منذ زمن ،كان الأفق يعج بالضوضاء والفرح وخيال المنتظر يلوح في الأفق ، بهيا وباسما تماما كما عاش في خيالهم وكما صورته الحكاية.

نسى الصغار تعب النهار والجوع وحلت الآمال والخوف والترقب وخفقان القلوب من شدة الفرح مكان كل احبطات النهار.

مضي النهار الأول وأعقبه الليل والليل التالي، وتيبست الحكاية علي شفتيه، وتعبت الأسئلة علي وجوه الصغار، وانحسرت موجة الأفق الذي بدا عاريا من الضوضاء والغبار .

نهاية الحكاية نظر في وجوههم التي غابت عنها الحياة ، وشفاههم المنطبقة علي الأسئلة التي لم تمت رغم صمتهم .

ضم تلك الأجساد الصغيرة إلي حضنه ، انهار باكيا بعد زمن طويل من الجفاف ، تمتم :

لم يكن إلا بعض الغبار ))

طرابلس خريف 2006

السبت، 20 مارس 2010

سكت الكلام


سكت بيننا الكلام


سكت غناء الطير



ونام شدو الموج الذي رقص لنا



و علي الشاطئ



تعثر القمر بالشمس



مهرولة في طريقها للغروب



زامة شفتيها



احتجاجا علي قدومه المبكر

سكت الكلام



فما جدوى صباح لست فيه



لاتشرقه بوجهك



ولا يفتتح بك النهار

سكت الريح المعربد



جالسا في ظهيرة أيامي



يدخن ملله



فلا رسائل يفض بكارتها



ولا وشايات يتناقلها



عصفه في الخريف

سكت الحب في الكلام



سكت قلبي



أيها الريح



أنا التي أعرفك

تسرق دمعتي



تزين بها غيمة حزنك



مطر

علي الكلام الذي سكت بيننا



ولا يعود الكلام

شئ في نظام المكان



تعثر بنا



بدد الحروف من قلب اللغة



وسرق منا الكلام



طرابلس خريف 200
7




ك ان

الأربعاء، 3 مارس 2010

ابتسامة الحمارة موناليزا


من اللحظة الأولي راهن علي أن يركبها كان متأكدا من انه سيكسب الرهان . ضحك رفاقه وهزؤوا من ثقته بنفسه كان اشد ما يغريه فيها ابتسامتها الساحرة التي تشبه ابتسامة الموناليزا . هي لم تنام تلك الليلة حين سمعت غزله الصريح والعفيف الذي كان يقود أيضا إلي جسدها .


اقتربت من المرآة التي صادفتها، ونظرت بفضول إلي ابتسامتها متسائلة هل حقا تشبه ابتسامة الموناليزا كما يقول هذا الملقب بالبغل أم هي ا كذوبة الذكور حتى يتقرب منها ويصل إلي قلبها ؟


هل حقا كان يريد الوصول إلي قلبها من يأبه بالمشاعر ألان الكل كان يريد مؤخرتها التي تهتز بإغراء رغم عن إرادتها كانت شديدة الاعتزاز بنفسها وكانت قوية ولها عشاق كثيرين ذلك الركن الملئ بالهدايا يشهد علي تلك المحاولات العديدة والمستميتة منهم ولكنها كانت عصية عليهم،وتجاربها القليلة في مراهقتها المبكرة خلفت في جسدها وقلبها ندوب عميقة وصارت العلاقة مع الأخر محكومة بهذه المسافة الدامية المزروعة بجروح لا يمكن لها أن تندمل .


لكنها أحست في كلامه بشئ مسها من الداخل، وعادت التفكير في كل حديثه شدها حضوره وإصراره علي أن يركبها رغم الموانع والفواصل الاجتماعية والعرقية والقبلية ، فهو من قبيلة أخري اشتهرت بعداوتها وتحرشها المستمر علي قبيلتها ، كما اشتهر أفراد قبيلته بالسطو المستمر علي حقول البرسيم .
وان كان هذا منذ زمن بعيد فان الذاكرة مازالت تحفظ هذه القصص وترددها أحيانا ولو علي سبيل التندر. لكن الموناليزا كانت علي درجة من الوعي والثقافة بحيث لا تؤثر فيها هذه القصص .استغربت من أن تفكيرها قد ذهب بها إلي هذا الحد لمجرد أنها سمعت بعض كلمات ، بل غضبت من نفسها كيف تسمح لنفسها أن تستسلم هكذا لبعض كلمات وكأنها ويا للعجب لم تسمع مثلها ألاف المرات.ومع هذا لم تستطع إلا التفكير فيه وكانت دون أن تدري تشرع حدائق الداخل المليئة بالبنفسج والياسمين ، تشرعها له وحده ياللهول إنها لاتكف عن التفكير فيه أحس هو بخبثه من أن الفريسة علي وشك أن تقع في شباكه ، وزاد من عزفه علي وتر فقدانها وحاجتها إلي الحنان والحب،بل غير حتى أرائه السياسية والدينية لكي يقترب منها، ومارس كل الغويات الساذجة بمهارة الحاوي. وكان بمسد جراحها برفق ويحثها علي البوح ، وهي دون أن تدري تمنحه مفاتيحها الواحد تلو الأخر.


لم يمضي وقت طويل حتى صار حلمها المنتظر وأقصي ما تتمني اختار الدروب البعيدة ليرافقها في نزهة انتهت بان ركبها كما اشتهي وكان والحق يقال بارعا في الركوب وظلت طريحة الزريبة ليوم كامل تستعيد اللحظة وتشم بمزيد من اللذة رائحته التي التصقت بجلدها.


وحلمت أن يكون ذكرها إلي أخر أيامها في الوقت الذي كان فيه يقبض رهانه من أصدقائه ويضحك مزهوا بخداعه في ذلك الصباح فقط منذ سنوات اصطدمت بالمرآة وفاجأتها بشاعة أسنانها المتنافرة وقبح ابتسامتها وأدركت وهي تفكر فيه انه لم يكن إلا بغلا حقيرا .

الثلاثاء، 2 مارس 2010

العشق يبحث عن وطن


عيناكِ الدهشة


عيناكِ المملؤتان دمعاً


وجعاً.... أنينا بليداً....


فرحاً طفولياً يحتضر


عيناكِ التي أحبها


يُعََتَّمْ بريقها....


تمتلئ بالليل....


وتنطفئ....


تسألني عيناكِ :


عن وعدٍ بالرحيل


لمدينة اسمها الحب....


العصافير فيها


لا تختبئ


الأطفال في الخريف


يزهرون


تسألني :


عن طفلة مارقة


في ليل بيروت


المنقوش بعصافير الدهشة


بمدينة تفقد أصابعها


بحلم يشتاق أن يكون


لأطفال لا يكبرون


لعصافير لا تموت


لأزهار لا تذبل


وعشاق يزهرون


تحت الشمس


2/2/1984م

المجىء من الزمن القديم


كنت دائما أعلن عني هكذا
أنا الطالعة إليكم من بوتقة خوفي
من برعم زهرة يتفتح في حديقة الشعر
أزيحوا صقيعكم كي أمر
افسحوا الطريق لصباح
مرحبا يقول لي


أنا أشبه العشب في باطنه ونعومته وقوته الخفية وبساطته،

أكتب كي أكتشف الجمال في كون يعمه القبح،

وأرسم بالكلمات كالأطفال زهور المحبة والفرح،

مازلت أبحث عني كي أعرفني لحظة الوصول إلى

إجابة كاملة تعني لحظة النهاية، لذا أنا اكتشف عائشة في كل لحظة كتابة.


اخترت يوم ميلادى الذى يصادف الثالث من مارس لاطلاق مدونتى "سيرة البنفسج" لمزيد من التواصل وتعميق المودة مع محبى الشعر.