الأربعاء، 3 مارس 2010

ابتسامة الحمارة موناليزا


من اللحظة الأولي راهن علي أن يركبها كان متأكدا من انه سيكسب الرهان . ضحك رفاقه وهزؤوا من ثقته بنفسه كان اشد ما يغريه فيها ابتسامتها الساحرة التي تشبه ابتسامة الموناليزا . هي لم تنام تلك الليلة حين سمعت غزله الصريح والعفيف الذي كان يقود أيضا إلي جسدها .


اقتربت من المرآة التي صادفتها، ونظرت بفضول إلي ابتسامتها متسائلة هل حقا تشبه ابتسامة الموناليزا كما يقول هذا الملقب بالبغل أم هي ا كذوبة الذكور حتى يتقرب منها ويصل إلي قلبها ؟


هل حقا كان يريد الوصول إلي قلبها من يأبه بالمشاعر ألان الكل كان يريد مؤخرتها التي تهتز بإغراء رغم عن إرادتها كانت شديدة الاعتزاز بنفسها وكانت قوية ولها عشاق كثيرين ذلك الركن الملئ بالهدايا يشهد علي تلك المحاولات العديدة والمستميتة منهم ولكنها كانت عصية عليهم،وتجاربها القليلة في مراهقتها المبكرة خلفت في جسدها وقلبها ندوب عميقة وصارت العلاقة مع الأخر محكومة بهذه المسافة الدامية المزروعة بجروح لا يمكن لها أن تندمل .


لكنها أحست في كلامه بشئ مسها من الداخل، وعادت التفكير في كل حديثه شدها حضوره وإصراره علي أن يركبها رغم الموانع والفواصل الاجتماعية والعرقية والقبلية ، فهو من قبيلة أخري اشتهرت بعداوتها وتحرشها المستمر علي قبيلتها ، كما اشتهر أفراد قبيلته بالسطو المستمر علي حقول البرسيم .
وان كان هذا منذ زمن بعيد فان الذاكرة مازالت تحفظ هذه القصص وترددها أحيانا ولو علي سبيل التندر. لكن الموناليزا كانت علي درجة من الوعي والثقافة بحيث لا تؤثر فيها هذه القصص .استغربت من أن تفكيرها قد ذهب بها إلي هذا الحد لمجرد أنها سمعت بعض كلمات ، بل غضبت من نفسها كيف تسمح لنفسها أن تستسلم هكذا لبعض كلمات وكأنها ويا للعجب لم تسمع مثلها ألاف المرات.ومع هذا لم تستطع إلا التفكير فيه وكانت دون أن تدري تشرع حدائق الداخل المليئة بالبنفسج والياسمين ، تشرعها له وحده ياللهول إنها لاتكف عن التفكير فيه أحس هو بخبثه من أن الفريسة علي وشك أن تقع في شباكه ، وزاد من عزفه علي وتر فقدانها وحاجتها إلي الحنان والحب،بل غير حتى أرائه السياسية والدينية لكي يقترب منها، ومارس كل الغويات الساذجة بمهارة الحاوي. وكان بمسد جراحها برفق ويحثها علي البوح ، وهي دون أن تدري تمنحه مفاتيحها الواحد تلو الأخر.


لم يمضي وقت طويل حتى صار حلمها المنتظر وأقصي ما تتمني اختار الدروب البعيدة ليرافقها في نزهة انتهت بان ركبها كما اشتهي وكان والحق يقال بارعا في الركوب وظلت طريحة الزريبة ليوم كامل تستعيد اللحظة وتشم بمزيد من اللذة رائحته التي التصقت بجلدها.


وحلمت أن يكون ذكرها إلي أخر أيامها في الوقت الذي كان فيه يقبض رهانه من أصدقائه ويضحك مزهوا بخداعه في ذلك الصباح فقط منذ سنوات اصطدمت بالمرآة وفاجأتها بشاعة أسنانها المتنافرة وقبح ابتسامتها وأدركت وهي تفكر فيه انه لم يكن إلا بغلا حقيرا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق