الاثنين، 27 سبتمبر 2010

وهج البوح في قصائد عائشة ادريس المغربي


وَهَجُ الْبَوْحِ فِيْ قَصَاْئِدِ عَاْئِشَة إِدْرِيِس الْمَغْرِبِي 

د. محمد عبد الرضا شياع



تُعَدّ الشّاعرة الليبيّة عائشة إدريس المغربي(1) واحدة من الأصوات الشّعريّة المعاصرة الّتي تمنح نصوصها ألقاً وتوهّجاً لا ينطفئان على شطآن القراءة، بل يجدّدان الدّعوة إلى الإبحار نحو أعماق القصيدة، دون أن يتخلّى القارئ عن لذّة التّلفّت إلى ضفاف هاته القصيدة حيث كان أوّل لقاء، إذ إنّ فتنة القصيدة المكتوبة بروح الإبداع تأبى البوح عند المصافحة الأولى، حتّى لو تحوّلت هاته المصافحة إلى عناق دافئ لظلال الكلمات، لأنّ وهجاً ما يتّقد في حروفها الممهورة بالتّشوّف، وبالرّحيل إلى سؤال الذّات.
لعلّ هذا الوهج الشّعريّ مرتهن بإنصات الذّات الكاتبة، وبحالة الألق الّتي تتملّك الشّاعرة فتستدعيها لكتابة نصّها، لا سيّما ذاك النّصّ المفعم بالومض الشّعريّ، فيرتسم شفقاً تنكتب عليه تطلّعات الإنسان الباحث عن بسمة شاردة تلوح – أحياناً - في ارتسامات الأفق.

مؤسسة الحوار المتمدن

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010




خربشات على هامش الكتاب





الاحجة
حين جمعني الموت
بأحجيتي
الليل  سقط
عاريا
وتدثرنا بالظلام
واندثر الصباح إلي الأبد
حقا أنا املك
ما يثقب الدثار
فأعيني يدي
ألان










الضوء



جسدي
غابة ضوء وخطاي
قناديل
يلهو الشك
بنارها
توقد تارة
وأخري تنطفئ













عرش

عرش
مزركش بالدماء
يتأرجح كرسيه
فوق
كومة من الجماجم















غياب



تلك النخلة
تبكي
حين أحس
موت أبي
وغياب أمي















أمي


بينما الشمس
تفك جدائل
أمي
وتلاحق ظلها
في أرجاء النهار
ويعود المساء
يعود النهار
هكذا عاريا
من كل زينة
وجهها













خطاي



إنها خطاي
يا أبي
صماء شريدة
تطرق الهواء
الفارغ حتى
من غبار الذاكرة

                                         








تاريخ



أكواخ موحشة
ونايات تسيل مع الغروب
وغربان
تطوف أرجاء المساء

















الضوء



شعاعا ته
لا تبوح
إذا كانت
حبلي بأسراره












وطن





أجساد أخري
في جسد العراق
كلما طعن موضع
نزفت بغداد














وجه النهار




لم انتظر شيئا
من بزوغ النهار
وجه المدينة
بئر صراخ
وسيوف تملأ الليل
دماء
والصباح
مقبرةواكباد تنوح










الطفل



اهو الطفل
يتأرجح
قنديلا
يرسم الكلمات
علي صفحات
الظلام


















وشاية



وشت الريح
بالرمل
لكن الماء
احتفظ بأسراره














ولادة




ولدت في تلك
الليلة حين
هاج الموت
وعم الحظيرة













رغبة



بي رغبة
كي أكون
نفسي
كي لا اخرج
لا  أشبه الأخر
















النخلة




غريبة النخلة في ديارها
تسقط منها أوهام انتمائها
بلح نواه دود
  ورطب سرق مذاقه











فارس



إنها قهوة شهية
ابتسامة فارس
تذوب في صباحي
مطر بلون الياسمين
يغمرني بأحضانه


















حالة




نسق أيامي
سطور أحزان
والفرح فواصل















الفقراء




وجع الفقراء
شامة
فوق بياض النهار
تتسرب أعمارهم
دفقة دفقة
في تعاريج
أيامه













الحق





يجول في مسارب  الليل
لكنه لاينتمي
إلا للنهار















البنفسج



قلبه الفرح
والحزن
سرير له

















أوهامي





قمر في شكل أوهامي
لون أنحائي
سوادا
وتلحف زمن أحلامي












الشعر





الشعر في الجنوب
سؤال هاج
وعربد
وقال ما لا يقال
















الحب



هنالك حب ا
يروي
ظمأ الحب
















حبي


حبي لفظة خائفة
جائعة
عارية
في قصتي
الدامية
















حالة




نسق أيامي
سطور أحزان
والفرح فواصل
















الشك واليقين




أبوح بشكي
لعصف الريح
يبلله
مطر اليقين
يرضعه
لرحم الأرض















الشمس




ليلي جسد أخر
للشمس















قانا





طفلة موجوعة بالنحيب
أشلاؤها ذائبة

مثل النجوم
علي سماء الأرض















الأحلام


ضيق قميص النوم
كلما هاجت فيه
الأحلام
تمزق
















مسافة




العمر مسافة
تذوي
مابين ياسمينة
تذبل
وأخرى تتفتح






حضور





نثرت  حضورك
في حقل أيامي
وفي حصاد المواسم
جمعت الغياب




هو


غيبوه
ذلك الذي يتقنع بالعطر
ويسيل الدماء
اقتلوه
انه يندس في براءة الذرة
وحقول الشعير







بزنسون  خريف 2005