الأحد، 21 مارس 2010

أوهام الغبار

الانتظاروسط البؤس الذي يحيط به ،لا يملك لنظراتهم العالقة بخياله الذي يتهافت،سوي بعض وعوده التى تلتحف غبار الانتظار وتستوي تلك الآمال أمامهم في حكاياته عنه وعن مجيئه المرتقب.

كان يلوك أحلامه المتناثرة علي بساط الخيبات ،في حكايات عن وهمه بانتظار ذلك الصديق الذي وعده ذات مساء ساحر بأنه سيأتي لنجدته وسيحمل لتلك البقعة القاحلة كثيرا من الأحلام الناعمة والمطر.

الحكاية ين يمضي النهار بأوجاعه بعيدا ، وينسي الصغار في دوامة التعب الجوع والبرد و الانتظار ,ينعم عليهم الليل بالنعاس و تحملهم حكايات أبيهم إلي أوهام صارت هي كل أحلامهم :

مطر ناعم يغسل ما تبقي من بؤسهم

حليب دافئ في زمهرير الشتاء

وطن وأصدقاء

عسل الروح يذوب في الريق الذي اختنق بالعطش والجفاف

بعض الغبار الذي يلوح في الأفق

ينبئ عن قدوم الغائبين.

رجل الغبار المنتظر

زحف الغبار نحو أحلامهم المنتظرة منذ زمن ،كان الأفق يعج بالضوضاء والفرح وخيال المنتظر يلوح في الأفق ، بهيا وباسما تماما كما عاش في خيالهم وكما صورته الحكاية.

نسى الصغار تعب النهار والجوع وحلت الآمال والخوف والترقب وخفقان القلوب من شدة الفرح مكان كل احبطات النهار.

مضي النهار الأول وأعقبه الليل والليل التالي، وتيبست الحكاية علي شفتيه، وتعبت الأسئلة علي وجوه الصغار، وانحسرت موجة الأفق الذي بدا عاريا من الضوضاء والغبار .

نهاية الحكاية نظر في وجوههم التي غابت عنها الحياة ، وشفاههم المنطبقة علي الأسئلة التي لم تمت رغم صمتهم .

ضم تلك الأجساد الصغيرة إلي حضنه ، انهار باكيا بعد زمن طويل من الجفاف ، تمتم :

لم يكن إلا بعض الغبار ))

طرابلس خريف 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق